-A +A
سالم الأحمدي
عبر تاريخ البشرية الطويل والممتد منذ آلاف السنين تعاقبت حضارات وثقافات وشعوب سادت في حقب زمنية متفاوتة ثم بادت، إلا أن كثيرا من إرث تلك الحضارات والشعوب ما زال ماثلا للعيان، فعلى سبيل المثال لا الحصر نجد أن العرب تميزوا منذ القدم بصفات المروءة والشهامة والنخوة والعفة والصدق والأمانة، وغيرها من مكارم الأخلاق والتي كانت تعتبر لديهم خطا أحمر يمنع الاقتراب منه إطلاقا، بل إن الشخص الذي كان يخالف صفاتهم التي اشتهروا بها ينظرون إليه نظرة فيها الكثير من الإزدراء لإنه في نظرهم فقد أبسط مقومات الإنسان العربي الأصيل، ومع مرور الزمن حاول البعض القفز على هذه المسلمات والتي كانت في السابق مجرد المساس بها جرم عظيم لا يغتفر، فشاهدنا اليوم تجاوزات يندى لها الجبين في انقلاب فطري خطير، فعندما تشاهد رئيس ناد يقفز على كل المبادئ والقيم ويمارس العبث بالرياضة بشتى أنواعه باستخدام أساليب قذرة ورخيصة ثم يخرج لنا من يصفه لنا بالرئيس العصري وأنه ظاهرة يجب الاحتفاء بها فاعلم أنك أمام انقلاب فطري خطير، وعندما تشاهد مسؤولا في صحيفة يمرر شتائم (كويتب مصنوع) تجاه المرجعية التي يعمل بها، وتجاه أحد العاملين معه في صحيفته في تصرف مثير للريبة وليس له أي علاقة بحرية التعبير عن الرأي فاعلم أنك أمام انقلاب فطري خطير، وعندما تشاهد تزايد حالات الرشاوى والتزوير في الوسط الرياضي وسط صمت المسؤولين عن الرياضة فاعلم أنك أمام انقلاب فطري خطير، ولكي لا أكون سوداويا في طرحي، ما زالت هناك جولات ونزالات ما بين الخير والشر، ولن تنتهي فصول الحكاية بينهما إلا بانتصار الخير تحقيقا لمبدأ القيم والعدالة الحقة وليست الزائفة التي يتشدق بها بعض دخلاء الرياضة، والذين ظنوا أنهم قادرون بحفنة من الدراهم شراء ذمم جميع أهل هذا الوسط، وذلك بعد أن وجدوا التهليل والتمجيد من ضعاف النفوس الذين سقطوا في اختبار المهنية قبل أن يسقطوا في شراك هؤلاء الدخلاء.
ومضات:

- الأهلي يطير إلى أبها بدون الرباعي الأجنبي، يبدو أن مشهد الإخفاق سيتكرر بسبب بدايات الإعداد المتواضعة للفريق في كل موسم.
- الهلال يبرم صفقات من العيار الثقيل، ورغم ذلك لم نسمع من يقول لمسيريه من أين لكم هذا ؟ فهل وصلت الرسالة يا صاحب القرار ؟.
- من لا يملكون ثقافة الحوار ولا لغة الاختلاف الراقية هم الذين يكرسون لفكر المقاطعة لأنهم لا يستطيعون مواجهة الحجة بالحجة لذلك تجدهم يلجأون إلى المقاطعة في هروب صريح من مواجهة الحقائق التي تزعجهم.
- الزميل سامي القرشي أصاب كبد الحقيقة عندما أطلق لقب أكاديمية (أبوك لا يدري) على كل من يقوم بتسجيل الأطفال في الأندية دون علم أولياء أمورهم.
ترنيمة:
قبلك وأنا بعض الجمال التفت فيه .... وعقبك ظهر في كل من شفت عيبه
تويتر
salem_alahmadi@